وقال أبو ذؤيب:
(١٤/٣١٨)
---
٤٥٥٤ - رَعَى الشِّبْرِقٌ الريَّانَ حتى إذا ذَوَى * وعادَ ضَريعاً نازَعَتْه النَّحائِصُ
وقيل: هو يَبيس العَرْفَجِ إذا تَحَطَّم. وقال الخليل: "نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ. وقيل: نبتٌ يُشبه العَوْسَج. والضَّراعةُ: الذِّلَّةُ الاستكانةُ مِنْ ذلك.
* ﴿ لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ ﴾
قوله: ﴿لاَّ يُسْمِنُ﴾: قال الزمخشري: "مرفوعُ المحلِّ أو مجرورُ على وصفِ طعامٍ أو ضَريع". قال الشيخ: "إمَّا وَصْفُه لـ ضريعٍ، فيصِحُّ؛ لأنه مثبتٌ نفى عنه السِّمَنْ والإِغناءَ من الجوع. وأمَّا رفعُه على وصفِه لطعام فلا يَصِحُّ؛ لأنَّ الطعامَ منفيٌّ و "يُسْمِنُ" منفيٌّ فلا يَصِحُّ تركيبُه؛ لأنه يَصيرُ التقدير: ليس لهم طعامٌ لا يُسْمِنُ ولا يُغني مِنْ جمعٍ إلاَّ مِنْ ضريع، فيصير المعنى: إنَّ لهم طعاماً يُسْمِنُ ويُغْني من جوعٍ إلاَّ مِنْ غيرِ الضَّريع، كما تقول: "ليس لزيدٍ مالٌ لا يُنتفع به إلاَّ مِنْ مال عمروٍ" فمعناه: أنَّ له مالاً يُنتفع به مِنْ غيرِ مالِ عمروٍ". قلت: وهذا لا يَرِدُ لأنه على تقدير تَسْليم القول بالمفهوم مَنَعَ منه مانعٌ وهو السياقُ، وليس كلُّ مفهوم معمولاً به. وأمَّا المثالُ الذي نظَّر به فصحيحٌ، لكنه لا يمنع منه مانعٌ كاسِّياق في الآيةِ الكريمة. ثم قال الشيخ: "ولو قيل: الجملةُ في موضعِ رفع صفةً للمحذوفِ المقدَّرِ في "إلاَّ مِنْ ضريعٍ" كان صحيحاً؛ لأنه في موضعِ رفعٍ، على أنَّه بدلٌ من اسم ليس، أي: ليس لهم طعامٌ إلاَّ كائنٌ مِن ضَريعٍ، أو إلاَّ طعامٌ مِنْ ضريعٍ غيرِ مُسَمِّنٍ ولا مُغْنٍ مِنْ جوعٍ، وهذا تركيبٌ صحيحٌ ومعنى واضحٌ".
(١٤/٣١٩)
---


الصفحة التالية
Icon