(١٤/٣٢٠)
---
قوله: ﴿وَنَمَارِقُ﴾: جمع نُمْرُقة، وهي الوِسادةُ. قالت:
٤٥٥٦ - نحن بَناتِ طارِقْ * نَمْشي على النَّمَارِقْ
وقال زهير:
٤٥٥٧ - كُهولاً وشُبَّاناً حِسانٌ وجوهُهُمْ * لهم سُرُرٌ مَصْفوفةٌ ونَمارِقْ
والنُّمْرُقَة بضمِّ النونِ والراءِ وكسرِهما، لغتان أشهرُهما الأولى.
* ﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾
قوله: ﴿وَزَرَابِيُّ﴾: جمع زَرِيْبة بفتح الزاي وكسرِها لغتان مشهورتان وهي البُسُطُ العِراضُ. وقيل: ما له منها خَمْلَة. ومَبْثوثة: مفرَّقة.
* ﴿ أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾
قوله: ﴿الإِبْلِ﴾: اسمُ جمعٍ واحدُه: بعير وناقة وجمل. وهو مؤنثٌ، ولذلك تَدْخُلُ عليه تاءُ التأنيثِ حالَ تصغيرِه، فيقال: أُبَيْلَة ويُجْمع آبال، واشتقوا مِنْ لفظِه. فقالوا: "تأبَّلَ زيدٌ"، أي: كَثُرَتْ إبلُه، وتَعَجَّبوا مِنْ هذا فقالوا: "ما آبَلَه"، أي: ما أكثرَ إبِلَه. وتقدَّم في الأنعام.
قوله: ﴿كَيْفَ﴾ منصوبٌ بـ"خُلِقَتْ" على حَدِّ نَصْبِها في قوله: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ﴾ والجملةُ بدلٌ من "الإِبل" بدلُ اشتمالِ، فتكونُ في محلِ جرّ، وهي في الحقيقة مُعَلِّقةٌ للنظر، وقد دخلَتْ "إلى" على "كيف" في قولهم "انظُرْ إلى كيف يصنعُ"، وقد تُبْدَلُ الجملةُ المشتملةُ على استفهامٍ من اسمٍ ليس فيه استفهامٌ كقولِهم: عَرَفْتُ زيداً أبو مَنْ هو؟ على خلافٍ في هذا مقررٍ في علمِ النحو.
وقرأ العامَّةُ: خُلِقَتْ ورفِعَتْ ونُصِبَتْ وسُطِحَتْ مبنياً للمفعولِ، والتاءُ ساكنةٌ للتأنيث. وقرأ أمير المؤمنين وابن أبي عبلة وأبو حيوة "خَلَقْتُ" وما بعدَه بتاء المتكلم مبنياً للفاعل. والعامَّةُ على "سُطِحَتْ" مخففاً، والحسن بتشديدها.
* ﴿ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ﴾
(١٤/٣٢١)
---