٤٥٦٦ -..................... * فإنَّك ممَّا أَحْدَثَتْ بالمُجَرِّبِ
إلاَّ أنَّ هذا ضرورةٌ لا يُقاسُ عليه الكلامُ فَضْلاً عن أفصحِه.
* ﴿ فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيا أَكْرَمَنِ ﴾
قوله: ﴿فَأَمَّا الإِنسَانُ﴾: مبتدأٌ، وفي خبرِه وجهان، أحدهما: - وهو الصحيحُ - أنَّه الجملةُ مِنْ قولِه "فيقولُ" كقولِه: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ﴾ كما تقدَّم بيانُه، والظرفُ حينئذٍ منصوبٌ بالخبر؛ لأنه في نيةِ التأخيرِ، ولا تمنعُ الفاءُ من ذلك، قاله الزمخشريُّ وغيرُه. والثاني: أنَّ "إذا" شرطيةٌ وجوابثها "فيقول"، وقولُه " فأَكْرَمَه" معطوفٌ على "ابتلاه"، والجملةُ الشرطيةُ خبرُ "الإِنسان"، قاله أبو البقاء. وفيه نظرٌ؛ لأنَّ "إمَّا" تَلْزَمُ الفاءَ في الجملةِ الواقعةِ خبراً عَمَّا بعدها، ولا تُحْذَفُ إلاَّ مع قولٍ مضمر، كقولِه تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ﴾ كما تقدَّم بيانُه، إلاَّ في ضرورةٍ.
(١٤/٣٣٢)
---