* ﴿ وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾
قوله: ﴿عَلَى طَعَامِ﴾: متعلِّقٌ بتحاضُّون. و "طعام" يجوزُ أَنْ يكونَ على أصلِه مِنْ كونِه اسماً للمطعومِ. ويكون على حَذْفِ مضافٍ، أي: على بَذْلِ، أو على إعطاءِ طعامٍ، وأَنْ يكونَ اسمَ مصدرٍ بمعنى الإِطعام، كالعطاء بمعنى الإِعطاء، فلا حَذْفَ حينئذٍ. والتاءُ في "التراث" بدلٌ من الواو، لأنه من الوِراثة. ومثلُه: تَوَْج وتَوْراة وتُخَمَة، وقد تقدَّم ذلك. و "لَمَّاً" بمعنى مجموع. يقال: لَممْتُ الشيءَ لَمَّاً، أي: جَمَعْتُه جَمْعاً. قال الحطيئة:
٤٥٦٨ - إذا كان لَمَّاً يَتْبَعُ الذَّمَّ ربَّه * فلا قَدَّس الرحمنُ تلك الطَّواحِنا
ولَمَمْتُ شَعَثُه من ذلك. قال النابغة:
٤٥٦٩ - ولَسَْ بمُسْتَبْقٍ أخالً لا تَلُمُّه * على شَعَثٍن أيُّ الرِّجالِ المهذَّبُ
والجَمُّ: الكثير. ومنه "جُمَّةُ الماء". قال زهير:
٤٥٧٠ - فلمَّأ وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه *.....................
ومنه: الجُمَّة للشَّعْر، وقولُهم "جاؤوا الجَمَّاءَ الغَفير". من ذلك.
* ﴿ كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً ﴾
قوله: ﴿دَكّاً دَكّاً﴾: فيه وجهان، أحدُهما: أنه مصدرٌ مؤكِّد، و "دكاً" الثاني تأكيدٌ للأول تأكيداً لفظياً، كذا قاله ابنُ عُصفور، وليس المعنى على ذلك. والثاني: أنه نصبٌ على الحالِ والمعنى: مكرَّراً عليه الدَّكُّ كـ عَلَّمْتُه الحِساب بابا باباً، وهذا ظاهرُ قولِ الزمخشريِّ، وكذلك "صَفَّاً صَفَّاً" حالٌ أيضاً، أي: مُصْطَفِّين أو ذوي صفوفٍ كثيرة.
* ﴿ وَجِياءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ﴾
(١٤/٣٣٥)
---


الصفحة التالية
Icon