قوله: ﴿وَشَفَتَيْنِ﴾: الشَّفْةُ محوذوفةُ اللامِ، والأصلُ شَفَهة، بدليل تصغيرِها على شُفَيْهَة، وجَمْعِها على شِفاه، ونظيرُه سَنَة في إحدى اللغتين. وشافَهْتُه، أي: كلَّمْتُه من غير واسطةٍ، ولا يُجمع بالألفِ والتاء، استغناءً بتكسيرِها عن تَصْحيحها.
* ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ ﴾
قوله: ﴿النَّجْدَينِ﴾: إمَّا ظرفٌ، وإمَّا على حَذْفِ الجارِّ إنْ أُريد بهما الثَّدْيان، والنَّجْدُ في الأصل: "العُنُقُ لارتفاعِه. وقيل: الطريقُ العالي، كقولِ امرئِ القيس:
٤٥٧٥- فريقان منهمْ قاطعٌ بَطْنٌ نَخْلَةٍ *وآخرُ منهمء جازعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ
ومنه "نَجْدٌ" لارتفاعِها عن تِهامةَ.
* ﴿ فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾
قوله: ﴿فَلاَ اقتَحَمَ﴾ قال الفراء الزجَّاج: "ذَكَر "لا" مرةً واحدةً، والعربُ لا تكادُ تُفْرِدُ "لا" مع الفعل الماضي حتى تُعِيْدَ، كقوله تعالى: ﴿فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى﴾ وإنما أفردَها لدلالةِ آخرِ الكلام على معناه فيجوزُ أَنْ يكونَ قولُه: ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ قائماً مقام التكرير، كأنه قال: فلا اقتحم العقبةَ ولا آمَنَ" وقال: الزمشخري: "هي متكررةٌ في المعنى؛ لأنَّ معنى "فلا اقتحمَ العقبةَ" فلا فَكَّ رقبةً ولا أطعمَ مِسْكيناً، ألا ترى أنه فَسَّر اقتحامَ العقبةِ بذلك" قال الشيخ: "ولا يَتِمُّ له هذا إلاَّ على قراءةِ "فَكَّ" فعلاً ماضياً".
* ﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴾
(١٤/٣٤١)
---


الصفحة التالية
Icon