قوله: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾: العامَّة على سكونِ السين في الكلم الأربع، وابن وثاب وأبو جعفر وعيسى بضمِّها. وفيه خلافٌ. هل هو أصلٌ، أو مثقلٌ من المسكِّن؟ والألفُ واللامُ في "العُسر" الأولِ لتعريف الجنس، وفي الثاني للعهدِ؛ ولذلك رُوِيَ عن ابن عباس: "لن يُغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْن" ورُوي أيضاً مرفوعاً أنه عليه السلام خرج يضحك يقول: "لن يَغْلَبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ" والسببُ فيه: أنَّ العربَ إذا أَتَتْ باسمٍ ثم أعادَتْه مع الألفِ واللام ِكان هو الأولَ نحو: "جاء رجلٌ فأكرمْتُ الرجلَ" وكقوله تعالى: ﴿كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ﴾ ولو أعادَتْه بغير ألفٍ ولامٍ كان غيرَ الأول. فقوله: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ لَمَّا أعاد العُسْرَ الثاني أعادَه بأل، ولَمَّا كان اليُسْرُ الثاني غيرَ الأولِ لم يُعْدْه بـ أل.
(١٤/٣٦٥)
---


الصفحة التالية
Icon