قوله: ﴿لَنَسْفَعاً﴾: الوقفُ على هذه النونِ بالألفِ، تشبيهاً لها بالتنوين، وكذلك يُحْذَفُ بعد الضمة والكسرة وقفاً. وتكتب ههنا ألفاً إتباعاً للوقف. ورُوِي عن أبي عمروٍ "لَنَسْفَعَنَّ" بالنونِ الثقيلةِ. والسَّفْعُ: الأَخْذُ والقَبْضُ على لاشي بشدةٍ وجَذْبه. وقال عمرو بن معد يكرب:
٤٦٠٧- قومٌ إذا سَمِعُوا الصَّريخَ رَأَيْتَهُمْ * ما بين مُلْجمِ مُهْرِه أو سافع
وقيل: هو الأَخْذُ بلغةِ قريشٍ. وقال الراغب: "السَّفْعُ: الأخْذُ بسُفْعِه الفَرَس، أي: بسَوادِ ناصيته، وباعتبار السوادِ قيل للأثافيّ: "سُفْعٌ" وبه سُفْعَةُ غَضَبٍ، اعتباراً بما يَعْلُوا من اللون الدُّخاني وَجْهَ مَنْ اشتدَّ به الغضبُ، وقيل: للصَّقْر: "أسْفَعُ لِما فيه مِنْ لَمْعِ السَّوادِ، وامرأةٌ سَفْعاءُ اللونِ" انتهى. وفي الحديث: "فقامَتِ امرأةٌ سَفْعاءُ الخَدَّيْن
".
* ﴿ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾
قوله: ﴿نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ﴾: بدلٌ من الناصية بدلُ نكرةٍ من معرفةٍ. قال الزمخشري: "وجاز بَدَلُها عن المعرفةِ وهي نكرةٌ لأنَّها وُصِفَتْ فاسْتَقَلَّتْ بفائدةٍ" قلت: هذا مذهبُ الكوفيون لا يُجيزون إبدال نكرةٍ مِنْ غيرها إلاَّ بشرط وَصْفِها أو كونِها بلفظِ الأولِ، ومذهبُ البصريين لا يَشْتَرِطُ شيئاً، وأنشدوا:
٤٦٠٨- فلا وأبيك خيرٍ منك إنِّي *لَيُوْذِيْنيْ التَّحَمْحُمُ والصَّهيلُ
وقرأ أبو حيوة وبانُ أبي عبلةَ وزيدُ بن علي ننصبِ ﴿ناصيةً كاذبةً خاطئةً﴾ على الشتم. وقرأ الكسائي في روايةٍ بالرفع على إضمارِ: هي ناصية: نَسَبَ الكَذِبَ والخَطَأَ إلهيا مجازاً. والألفُ واللامُ في الناصية قيل: عِوَضٌ من الإضافةِ، أي: بناصيتهِ. وقيل: الضميرُ محذوفٌ، أي: الناصية منه.
* ﴿ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴾
(١٤/٣٧٤)
---