* ﴿ وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ ﴾
قوله: ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾: العامَّةُ على كَسْرِ اللامِ اسمَ فاعلٍ، وانتصب به "الدّينَ" والحسن بفتحِها على معنى: أنهم يُخْلِصون هم أنفسهم في نياتهم، وانتصب "الدينَ" على أحدِ وجهَيْن: إمَّا إسقاطِ الخافضِ، أي: في الديني، وإمَّا على المصدر من معنى: ليَعْبدوا، كأنه قيل: ليَدينوا الدينَ، أو ليعبدوا العبادةَ، فالتجوُّز: إمَّا من الفعلِ، وإمَّا في المصدر، وانتصابُ "مُخْلِصين" على الحال مِنْ فاعل "يعبدون".
قوله: ﴿حُنَفَآءَ﴾ حالٌ ثانيةٌ أو حال من الحالِ قبلَها، أي: من الضمير المستكنِّ فيها. وقوله: ﴿وَمَآ أُمِرُوااْ﴾، أي: وما أُمِروا به إلاَّ لكذا وقرأ عبد الله "وما أُمِروا إلاَّ أَنْ يَعْبُدوا" أي: بأَنْ يَعْبدوا. وتحريرُ مثلِها في قوله ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ في الأنعام.
وقوله: ﴿وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ﴾ أي: الأمَّةُ أو المِلَّةُ القيمةُ، أي: المستقيمة. وقيل: الكتبُ القَيِّمة؛ لأنها قد تقدَّمَتْ في الذِّكْرِ، قال تعالى: ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ فلَّما أعادها أعادَها مع أل العهديةِ كقوله: ﴿فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ﴾ وهو حسنٌ، قاله محمد بن الأشعت الطالقاني وقرأ عبد الله: "وذلك الدِّين القيمةِ"، والتأنيثُ حينئذٍ: إمَّا على تأويلِ الدٍّين بالمِلة كقوله:
٤٦١٣-.................. * سائِلْ بني أسدٍ ما هذه الصَوْتُ
بتأويل الصيحة، وإمَّا على أنها تاءُ المبالغةِ كعَلاَّمة.
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَائِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾
(١٤/٣٨٠)
---


الصفحة التالية
Icon