وتقدَّم تقريرُه أولَ البقرة. وقيل: التقديرُ: والإبلِ العادياتِ مِنْ عرفةَ إلى مزدلفةَ، ومِنْ مزدلفةَ إلى منى، كما تقدَّم عن أمير المؤمنين. ويَدُلُّ له قولُ صفيَّةَ بنتِ عبد المطلب:
٤٦٢٢- أمَا والعادياتِ غَداةَ جَمْعِ * بأَيْديها إذا سَطَح الغُبارُ
وقيل: "فالموريات" أي: الجماعةُ التي تَمْكُرُ في الحرب. تقول العرب: لأُوْرِيَنَّ لك، لأَمْكُرَنَّ بك.
* ﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ﴾
قوله: ﴿فَأَثَرْنَ﴾: عَطَفَ الفعلَ على الاسم؛ لأنَّ الاسمَ في تأويل الفعلِ لوقوعِه صلةً لـ أل. قال الزمخشري: معطوفٌ على الفعلِ الذي وُضِعَ اسمُ الفاعلِ موضعَه" يعني في الأصل، إذا الأصلُ: واللاتي عَدَوْنَ فأَوْرَيْنَ فأغَرْنَ فَأَثَرْنَ.
قوله: ﴿بِهِ﴾: في الهاء أوجهٌ. أحدُهما: أنها ضميرُ الصُّبح، أي: فَأَثَرْنَ في وقتِ الصُّبح غُباراً. وهذا حَسَنٌّ؛ لأنه مذكورٌ بالصَّريح. الثاني: أنه عائدٌ على المكانِ، وإن لم يَجْرِ له ذكْرٌ؛ لأنَّ الإثارةَ لا بُدَّ لها من مكان، فالسِّياقُ والفعلُ يَدُلاَّن عليه. وفي عبارةِ الزمخشري: "وقيل: الضمير لمكان الغارة" هذا على تلك اللُّغَيَّةِ، وإلاَّ فالفصيحُ أَنْ يقولَ: الإغارة الثالث: أنَّه ضميرُ العَدْوِ الذي دَلَّ عليه "والعادياتِ".
(١٤/٣٨٦)
---


الصفحة التالية
Icon