سورة التكاثر
* ﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾
قوله: ﴿حَتَّى زُرْتُمُ﴾: "حتى" غايةٌ لقولِه "أَلْهاكم" وهو عطفٌ عليه.
* ﴿ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾
قوله: ﴿ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾: جعله الشيخُ جمالُ الدينُ بنُ مالك من التوكيدِ اللفظي مع توسُّط حرفِ العطفِ. وقال الزمخشري: "والتكريرُ تأكيدٌ للرَّدْعِ والردِّ عليهم، و"ثم" دالَّةٌ على أنَّ الإنذارَ الثاني أبلغُ من الأولِ وأشدُّ، كما تقولُ للمنصوح: أقولُ لك ثم أقولُ لك لا تفعَلْ" انتهى. ونُقِل عن عليّ كرَّمَ اللَّهُ وجهَه: "كلاَّ سوف تعلمون في الدنيا، ثم كلاًّ سوف تعلمون في الآخرة" فعلى هذا يكونُ غيرَ مكرَّرٍ لحصولِ التغايُر بينهما لأجل تغايُر المتعلِّقَيْنِ. و"ثُمَّ" على بابها من المُهْلة. وحُذِفَ متعلَّقُ العِلْم في الأفعال الثلاثةِ لأنَّ الغَرَض الفِعْلُ لا متعلَّقُه. وقال الزمشخري: "والمعنى: لو تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عانَيْتُمْ ما تَنْقَلبون إليه" فقَدَّر له مفعولاً واحداً كأنه جَعَله بمعنى عَرَف.
* ﴿ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾
قوله: ﴿لَوْ تَعْلَمُونَ﴾ جوابُه محذوفٌ. أي: لَفَعَلْتُم ما لا يُوصف. وقيل: التقديرُ: لرَجَعْتُمْ عن كُفْرِكم. وعلم اليقين: مصدرٌ. قيل: وأصلُه: العلمَ اليقينَ، فأُضيف الموصوفُ إلى صفتِه. وقيلَ: لا حاجةَ إلى ذلك؛ لأنَّ العِلْمَ يكونُ يقيناً وغيرَ يقينٍ، فأُضِيفَ إليه إضافةُ العامِّ للخاصِّ. وهذا يَدُلُّ على أنَّ اليقينَ أخصُّ.
(١٤/٣٩٤)


الصفحة التالية
Icon