وقرأ ابن عباس "أألْهاكم" على استفهام التقرير والإنكارِ. ونُقِل في هذا: المدُّ مع التسهيل، ونُقِلَ فيه تحقيقُ الهمزتَيْن من غيرِ مَدّ.
* ﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴾
قوله: ﴿لَتَرَوُنَّ﴾ هذا جوابُ قَسَم مقدَّرٍ. وقرأ ابن عامر والكسائي "لتُرَوْنَّ" مبنياً للمعفول. وهو منقولٌ مِنْ "رَأي" الثلاثي إلى "أرى" فاكتسَبَ مفعولاً آخر فقام الأولُ مقامَ الفاعلِ. وبقي الثاني منصوباً. والباقون مبنياً للفاعِل جعلوه غيرَ منقولٍ، فتعدَّى لواحدٍ فقط، فإنَّ الرؤيةَ بَصَريَّة. وأمير المؤمنين، وعاصم وبان كثير في روايةٍ عنهما بالفتح في الأولى والضمِّ في الثانية، يعني "لَتُرَوْنَّها" ومجاهد وبان أبي عبلة والشهب بضمها فيمها. والعامَّةُ على أن الواوَيْن لا يُهْمزان؛ لأنَّ حركتَهما عارضةٌ، نَصَّ على عدمِ جوازِه مكيُّ وأبو البقاء، وعَلَّلا بعُروضِ الحركة.
وقرأ الحسن وأبو عمرو بخلافٍ عنهما بهمزِ الواوَيْن استثقالاً لضمةِ الواو. قال الزمشخري: "وهي مستكرهَةٌ" يعني لِعُروض الحركةِ عليها إلاَّ أنَّهم قد هَمَزوا ما هو أَوْلى بعَدَمِ الهمزِ من هذه الواوِ نحو: ﴿اشْتَرُواْ الضَّلاَلَةَ﴾ هَمَزَ واوَ "اشتَروْا" بعضُهم، مع أنها حركةٌ عارضةٌ وتزولُ في الوَقْفِ، وحركةُ هذه الواوِ، وإنْ كانت عارضةً، إلاَّ أنها غيرُ زائلةٍ في الوقفِ فهي أَوْلَى بَهْمِزها.
* ﴿ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾
قوله: ﴿عَيْنَ الْيَقِينِ﴾: مصدرٌ مؤكِّدٌ. كأنه قيل: رؤيةَ العين، نفياً لتوَهُّمِ المجازِ في الرؤية الأولة. وقال أبو البقاء: "لأنَّ رأى وعايَنَ بمعنى".


الصفحة التالية
Icon