سورة قريش
* ﴿ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ﴾
* ﴿إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَآءِ وَالصَّيْفِ ﴾
قوله: ﴿لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ﴾: في متعلَّقِ هذه اللامِ، أوجهٌ، أحدُها: أنه ما في السورةِ قبلَها مِنْ قولِه ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ﴾ قال الزمشخري: "وهذا بمنزلةِ التَّضْمِين في الشِّعْرِ" وهو أَنْ يتعلَّقَ معنى البيتِ بالذي قبلَه تَعَلُّقاً لا يَصِحُ إلاَّ به، وهما في مصحف أُبَي سورةٌ واحدٍ بلا فَصْلٍ. وعن عُمَرَ أنه قرأهما في الثاينة من صلاة المغرب وفي الأولة بسورةِ "والتين" انتهى. وإلى هذا ذهبَ أبو الحسن الأخفشُ إلاَّ أنَّ الحوفيَّ قال: "ورَدَّ هذا القولَ جماعةٌ: بأنَّه لو كان كذا لكان "لإيلافِ بعضَ سورِ "ألم تَرَ" وفي إجماعِ الجميعِ على الفَصْلِ بينهما ما يدلُّ على عَدَمِ ذلك"
الثاني: أنَّه مضمرٌِ تقديرُه: فَعَلْنا ذلك، أي: إهلاكَ أصحابِ القيل لإيلافِ قريش. وقيل: تقديره اعْجبوا. الثالث: أنه قولُه "فَلْيَعْبُدوا".
وإنما دَخَلَتْ الفاءُ لِما في الكلام مِنْ معنى الشرطِ، أي: فإنْ لم يَعْبُدوه لسائر نِعَمِه فَلْيَعْبدوه لإيلافهم فإنَّها أَظْهَرث نعمِهِ عليهم، قال الزمشخري وهو قولُ الخيل قبلَه
(١٤/٤٠٠)
---