وقيل: يجوز أن يكونَ "فِعلاً" بمعنى مَفْعول نحو: ذِبْع ورِعْي، بمعنى مذبوح وَمَرْعِيّ. وقيل: الرزق بالفتح مصدرٌ، وبالكسر اسم، وهو في لغة أزد شنوءة الشكر ومنه: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ وسيأتي في موضعه]، ونفق الشيء نَفِد، وكلُّ ما جاء ممَّا فاؤُه نونٌ وعينُه فاءٌ فدالٌ على معنى الخروج والذهاب ونحو ذلك إذا تأمَّلت، قال الزمخشري، وهو كما قال نحو: نَفِد نَفَق نَفَر نَفَس نَفَس نَفَش نَفَثَ نفح نفخ نَفَضَ نَفَل، وَنَفق الشيءُ بالبيع نَفَاقاً ونَفَقَت الدابَّةُ: ماتَتْ نُفوقاً: والنفقَةُ: اسمُ المُنْفَق.
و "مِنْ" هنا لابتداء الغاية، وقيل: للتبعيض، ولها معانٍ أُخر: بيانُ الجنس: ﴿فَاجْتَنِبُواْ الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ﴾ والتعليل: ﴿يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِيا آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ﴾ والبدلُ: ﴿بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ﴾ والمجاوزةُ: ﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ وانتهاء الغاية قريبٌ منه، والاستعلاءُ: ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ﴾ والفصلُ: ﴿يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ﴾ وموافقةُ الباءِ وفي: ﴿يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ ﴿مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأَرْضِ﴾ والزيادةُ باطِّراد، وذلك بشرطين: كون المجرورِ نكرةً والكلامِ غيرض موجَبٍ، واشترط الكوفيون التنكيرَ فقط، ولم يَشْترط الخفشُ شيئاً.
والهمزةُ في "أَنْفَقَ" للتعدية، وحُذِفَتْ من "ينفقون" لِما تقدَّم في "يؤمنون".
* ﴿ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾: الذين عطفٌ على "الذين" قبلَها، ثم لك اعتباران: أن يكونَ من باب عَطْفِ بعضِ الصفاتِ على بعض كقوله:
١٢١- إلى المَلِكِ القَرْمِ وابنِ الهُمامِ * وليثِ الكتيبة في المُزْدَحَمْ
وقوله:
(١/٦٥)
---


الصفحة التالية
Icon