١٢٢- يا ويحَ زيَّابَة للحارثِ أل * صابحِ فالغانمِ فالآئِبِ
يعني: أنهم جامعونَ بين هذه الأوصافِ إن قيل إن المرادَ بهما واحدٌ.
والثاني: أن يكونوا غيرهم. وعلى كلا القولينِ فيُحكم على موضعِه بما حُكم على موضعِ "الذين" المتقدمة من الإعرابِ رفعاً ونصباً وجَرًّا قَطْعاً واتباعاً، كما مرَّ تفصيله، ويجوز أن يكونَ عطفاً على "المتقين"، وأن يكونَ مبتدأ خبرُه "أولئك" وما بعدها إن قيل إنهم غيرُ "الذين" الأولى، و "يؤمنون" صلةٌ وعائدٌ.
و "بما أُنْزِلَ" متعلِّقٌ به و "ما" موصولةٌ اسميةٌ، و "أُنْزِلَ" ثلتُها وهو فِعْلٌ مبني للمفعول، والعائدُ هو الضميرُ القائمُ مقامَ الفاعلَ، ويَضْعف أن يكونَ نكرةً موصوفةً، وقد منع أبو البقاء من ذلك، قال: "لأنَّ النكرةَ الموصوفةَ لا عموم فيها، ولا يكمُل الإيمانُ إلاب بجميعِ ما أُنزل".
و "إليك" متعلِّقٌ بـ "أُنزل"، ومعنى "إلى" انتهاءُ الغاية، ولها معانٍ أُخَرُ: المصاحَبَةُ: ﴿وَلاَ تَأْكُلُوااْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ﴾ والتبيينُ: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ﴾ وموافقة اللام وفي ومِنْ: ﴿وَالأَمْرُ إِلَيْكِ﴾ أي لك: وقال النابغة:
١٢٣- فلاَ تَتْرُكَنِّي بالوعيدِ كأنني * إلى الناسِ مَطْلِيٌّ به القار أَجْرَبُ
أي في الناس، وقال الآخر:
١٢٤-.......................... * أَيُسْقَى فلا يُرْوى إليَّ ابنُ أَحْمَرا
أي: لا يُرْوى مني، وقد تُزَادُ، قُرئ: "تَهْوَى إليهم" بفتح الواو.
والكافُ في محلِّ جرٍّ، وهي ضميرُ المخاطبِ، ويتصلُ بها ما يَدُلُّ على التثنيةِ والجمعِ تذكيراً وتأنيثاً كتاءِ لمخاطب. والنزولُ: الوصول والخلولِ من غير اشتراطِ علوٍّ، قال تعالى: ﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ﴾ أي حلَّ ووَصَل، و "ما" الثانيةُ وصلتُها عطفٌ على "ما" الأولى قَبلَها، فالكلامُ عليها وعلى صلتِها كالكلامِ على "ما" التي قبلَها، فَلْيُتأمَّلْ.
(١/٦٦)
---