---
٨٣٠ - إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبٍ كَرْمَةٍ * تُرَوِّي عظامي في المَمات عروقُها
ولاتَدْفِنَنِّي في الفلاةِ فإنني * أخَافُ إذا ما مُتُّ ألاَّ أذوقُها
والجَنَفُ لأهلِ اللغةِ فيه قولان أحدُهما: المَيْلُ، قال الأعشى:
٨٣١ - تَجانَفُ عن حُجْرِ اليمَامةِ ناقتي * وما قَصَدَتْ من أهلِها لِسِوائكا
وقال آخر:
٨٣٢ - هُمُ المَوْلى وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا * وإنَّا مِنْ لقائِهِمْ لَزُورُ
وقيل: هو الجَوْرُ. قال:
٨٣٣ - إني امرؤٌ منعَتْ أَرومةُ عامرٍ * ضَيْمي وقد جَنَفَتْ عليَّ خُصومُ
يقال: جَنِفَ بكسر النون يَجْنَفُ بفتحها فهو جَنِفٌ وجانِفٌ، وأَجْنَفَ جاء بالجَنَفِ كَألاَم جاء بما يُلام عليه.
والضميرُ في "بينهم" عائد على الموصي والورثةِ، أو على الموصَى لهم، أو على الورثةِ والمُوصى لهم. والظاهرُ عودُه على المَوصى لهم، إذ يدلُّ على ذلك لفظُ "المُوصى". وهو نظيرُ ﴿وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ﴾ [في] أن الضمير يعودُ للعافي لاستلزام "عفا" له، ومثلُه ما أنشد الفراء:
٨٣٤ - وما أَدْري إذا يَمَّمْتُ أرضاً * أريدُ الخيرَ أيُّهما يَليتِني
فالضمير في "أيُّهما" يعودُ على الخيرِ والشرِّ، وإنْ لم يَجْرِ ذِكْرُ الشِّر لدلالةِ ضِدِّه عيله، والضميرُ في "عليه" وفي "خاف" وفي "أصلح" يعود على "مَنْ".
* ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
(٢/٢٤٩)
---


الصفحة التالية
Icon