قوله تعالى: ﴿أُوْلَائِكَ﴾: مبتدأٌ، خبرهُ الجارُّ والمجرورُ بعده أي كائنون على هدى، وهذه الجملة: إمَّا مستأنفةٌ وإمّا خبرٌ عن قوله: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ إمَّا الأولى وإمَّا الثانية، ويجوز أن يكون "أولئك" وحدَه خبراً عن ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ أيضاً إمَّا الأولى أو الثانية، ويكون "على هدى" في هذا الوجهِ في محلِّ نصب على الحالِ، هذا كلُّه إذا أعربنا ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ مبتدأ، أمَّا إذا جعلناه غيرَ مبتدأ فلا يَخْفَى حكمه مِمَّا تقدم. ويجوز أن يكونَ ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ مبتدأ، و "أولئك" بدلٌ أو بيانٌ، و "على هدى" الخبرُ، و "مِنْ ربهم" في محلِّ جرٍّ صفةً لهُدى، ومِنْ لابتداء الغاية. ونَكَّر "هُدَى" ليفيدَ إبهامه التعظيم كقوله:
١٢٩- فلا وأبي الطيرِ المُرِبَّة بِالضُّحى * على خالدٍ لقد وقَعْتِ على لَحْمِ
ورُوَيَ "مِنْ ربهم" بغير غُنَّة وهو المشهورُ، وبغنَّة ويُروى عن أبي عمرو.
و"أولئك": اسمُ إشارةٍ يشترك فيه جماعةُ الذكور والإناث، وهو مبنيٌّ على الكسر لشبِهْه بالحرفِ في الافتقار، وفيه لغتان: المدُّ والقَصْر، ولكنَّ الممدود للبعيد، وقد يقال: أولا لِك، قال:
١٣٠- أُولا لِك قومي لم يكونوا أُشَابَةً * وهل يَعِظُ الضَّلِّيلَ إلا أُولا لِكَا
وعند بعضهم: المقصودُ للقريب والممدودُ للمتوسط وأولا لك للبعيد، وفيه لغاتٌ كثيرة. "أولئك" بزيادةِ واو قبل اللام، قيل للفرقِ بينها وبين "إليك".
(١/٦٩)
---


الصفحة التالية
Icon