(١/٧٠)
---
وقال:
١٣٥- لكلِّ هَمٍّ من الهُموم سَعَهْ * والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاَح معه
وقال آخر:
١٣٦- أَفْلِحْ بما شِئْت فقد يُبْلَغُ بالـ * ضَّعْفِ وقد يُخْدَعُ الأَريب
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ﴾: الآية، "إنَّ" حرفُ توكيدٍ ينصب الاسمَ ويرفع خلافاً للكوفيين بأنَّ رفعَه بما كان قبلَ دخولها وتُخَفَّف فتعملُ وتُهْمَلُ، ويجوز فيها أن تباشِرَ الأفعالَ، لكن النواسخَ غالباً، وتختصُّ بدخولِ لامِ الابتداءِ في خبرها أو معمولِه أيضاً بالعطفِ على مَحلِّ اسمِها. ولها ولأخواتِها أحكامٌ كثيرة لا يليقُ ذكرُها بهذا الكتابِ.
و ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ اسمُها، و "كفروا" صلةٌ وعائدٌ و "لا يؤمنون" خبرُها، وما بينهما اعتراضٌ، و "سواءٌ" مبتدأ، و "أأنذرتهم" وما بعده في قوة التأويل بمفرد/ هو الخبرُ، والتقدير: سواءٌ عليهم الإنذارُ وعدمهُ، ولم يُحْتَجْ هنا إلى رابد لأن الجملة نفسُ المبتدأ. ويجوز أن يكون سواءٌ" خبراً مقدماً، و "أنذرتهم" بالتأويل المذكور مبتدأٌ مؤخرٌ تقديرُه: الإنذارُ وعدمُه سواءٌ. وهذه الجملة يجوز فيها أن تكونَ معترضةً بين اسم إنَّ وخبرِها وهو "لا يؤمنون" في محلِّ نَصْب على الحال أو مستأنفةٌ، أو تكونَ دعاءً عليهم بعدم الإيمانِ وهو بعيدٌ، أو تكونَ خبراً بعد خبر على رَأْيِ مَنْ يُجَوِّز ذلك، ويجوز أن يكونَ "سواءٌ" وحده خبرَ إنَّ، و "أأنذرتُهَم" وما بعده بالتأويل المذكور في محلِّ رفع بأنه فاعلٌ له: والتقديرُ: استوى عندهم الإنذارُ وعدمُه، و "لا يؤمنون" على ما تقدَّم من الأوجه، أعني الحالَ والاستئناف، والدعاءَ والخبريةَ.