وقرأ مجاهد والزهري: "الهَدِيُّ" بتشديد الياء، وفيها وجهان، أحدهما: أن يكونَ جمع هَدِيَّة كمطيَّة ومطايا وركيَّة ورَكايا. والثاني: أن يكون فَعيلاً بمعنى مفعول نحو: قتيل بمعنى مَقْتُول.
و "مَحِلَّه" يجوز أَنْ يَكُونَ ظرفَ مكانٍ أو زمانٍ، ولم يُقْرَأ إلاَّ بكسرِ الحاءِ فيما عَلِمْتُ إلاَّ أنه يجوزُ لغةً فتحُ حائِه إذا كان مكاناً. وفَرَّق الكسائي بينهما، فقال: "المكسورُ هو الإِحلالُ من الإِحرامِ، والمفتوحُ هو مكانُ الحلولِ من الإِحصار".
وقيل: ﴿مِنكُم﴾ فيه وجهان، أحدُهما: أن يكون في محلِّ نصبٍ على الحال من "مريضاً"؛ لأنه في الأصل صفةٌ له، فلمَّا قُدِّم عليه انتَصَبَ حالاً. وتكونُ "مِنْ" تبعيضيةً، أي: فَمَنْ كان مريضاً منكم. والثاني: أجازه أبو البقاء أن يكونَ متعلِّقاً بمريضاً، قال الشيخ: "وهو لا يكادُ يُعْقَلُ". "ومَنْ" يجوز أنْ تكونَ شرطيةً وأَنْ تكونَ موصولةً.
(٢/٢٩٥)
---


الصفحة التالية
Icon