قوله: ﴿أَوْ بِهِ أَذًى﴾ يجوز أَنْ يكونَ هذا من بابِ عَطْفِ المفرداتِ وأن يكون من بابِ عطفِ الجمل: أما الأولُ فيكونُ "به" هذا الجَارُّ والمجرور معطوفاً على "مريضاً" الذي هو خبرُ كان، فيكونُ في محلِّ نصبٍ. ويكونُ "أذىً" مرفوعاً به على سبيلِ الفاعليةِ، لأنَّ الجارَّ إذا اعتمد رَفَع الفاعل عند الكل، فيصيرُ التقديرُ: فَمَنْ كان كائناً به أذى من رأسِهِ. وأما الثاني فيكونُ "به" خبراً مقدَّماً، ومحلُّه على هذا رَفْعٌ، وفي الوجهِ الأولِ كان نصباً، و "أذىً" مبتدأٌ مؤخَّرٌ، وتكونُ هذه في محلِّ نصبٍ لأنها عَطفٌ على "مريضاً" الواقع خبراً لكان، فهي وإنْ كانَتْ جملةً لفظاً فهي في محلِّ مفردٍ، إذ المعطوفُ على المفردِ مفردٌ، لا يقال: إنه عاد إلى عطفِ المفرداتِ فيتَّحِدُ الوجهانِ لوضوحِ الفرقِ. وأجازوا أن يكونَ "أذى" معطوفاً على إضمارِ "كان" لدلالةِ "كانَ" الأولى عليها، وفي اسمِ "كان" المحذوفَةِ حنيئذٍ احتمالان، أحدُهما: أن يكونَ ضمير "مَنْ" المتقدمة، فيكونُ "به" خبراً مقدماً، و "أذى" مبتدأ مؤخراً، والجملةُ في محلِّ نصبٍ خبراً لكان المضمرةِ. والثاني: أن يكونَ "أذى"، و "به" خبرَها، قُدِّم على اسمِها.
(٢/٢٩٦)
---