١٤٠- مَنْ يَفْعَلِ الحسناتِ اللهُ يشكُرها * والشرُّ بالشرِّ عند الله سِيَّانِ
على أنه قد حُكي "سواءان" وقال الشاعر:
(١/٧٢)
---
١٤١- وليلٍ تقول الناسُ في ظُلُماته * سواءٌ صحيحاتُ العيونِ وعُودُها
فسواءٌ خبر عن جمع وهو "صحيحات". وأصله العَدْل. قال زهير:
١٤٢- أَرُونا سُبَّةً لا عيبَ فيها * يُسَوِّي بيننا فيها السَّواءُ
أي: يَعْدِل بيننا العَدْلُ، وليس هو الظرفَ الذي يُستثنى به في قولك: قاموا سَواءَ زيد، وإنْ شاركه لفظاً. ونقل ابن عطية عن الفارسي فيه اللغاتِ الأربعَ المشهورةَ في "سواء" المستثنى به، وهذا عجيبٌ فإن هذه اللغاتِ في الظرفِ لا في "سواء" الذي بمعنى الاستواء. وأكثر ما تجيء بعده الجملة المصدَّرة بالهمزةِ المعادَلَة بأم كهذه الآية، وقد تُحْذَف للدلالةِ كقوله تعالى: ﴿فَاصْبِرُوااْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ﴾ أي: أصبرتم أم لم تصبروا، وقد يليه اسمُ الاستفهام معمولاً لما بعد كقولِ علقمة:
١٤٣- سَواءٌ عليه أيَّ حينٍ أتيتَه * أساعَة نَحْسٍ تُتَّقة أم بأَسْعَدِ
فأيُّ حين منصوبٌ بأتيتَه، وقد يُعَرَّى عنالاستفهام وهو الأصلُ نحو:
١٤٤-....................... * سواءٌ صححياتُ العيون وعُورُها
والإنذار: التخويفُ. وقال بعضهم: هو الإبلاغ، ولا يكاد يكونُ إلا في تخويف يَسَعُ زمانُه الاحترازَ، فإنْ لم يَسَعْ زمانُه الاحترازَ فهو إشعارٌ لا إنذارٌ قال:
١٤٥- أنذَرْتَ عَمْرَاً وهو في مَهَل * قبلَ الصباحِ فقد عصى عَمْرُو
ويتعدَّى لاثنين، قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً﴾ ﴿أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً﴾ فيكون الثاني في هذه الآية محذوفاً تقديرُه: أأنذرْتَهُمُ العذابَ أم لم تُنْذِرْهم إياه، والأحسنُ ألاَّ يُقَدَّرَ له مفعولٌ كما تقدَّم في نظائره.
(١/٧٣)
---