واعلَمْ أنَّ أصلَ "كافة" اسمُ فاعل من كَفَّ يَكُفُّ أي مَنَع، ومنه: "كَفُّ الإِنسان"، لأنها تَمْنَعُ ما يقتضيه، و "كِفّة الميزان" لجمعِها الموزون، والكُفَّة بالضم لكل مستطيلٍ، وبالكسر لكلِّ مستدير. وقيل: "كافة" مصدرٌ كالعاقبة والعافية. وكافة وقاطبة مِمَّا لَزِم نصبُهما على الحالِ فإخراجُهما عن ذلك لَحْنٌ.
* ﴿ فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوااْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾
والجمهورُ على ﴿زَلَلْتُمْ﴾: بفتح العين، وأبو السَّمَّال قرأها بالكسرِ، وهما لغتان كضَلَلْتُ وضَلِلْتُ. و "ما" في "مِنْ بعدِما" مصدريَّةٌ، و "مِنْ" لابتداء الغايةِ، وهي متعلِّقَةٌ بـ"زَللْتُم".
* ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ﴾
قولُه تعالى: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ﴾: "هل" لفظُهُ استفهامٌ والمرادُ به النفيُ كقوله:
٩١١ - وهلْ أنا إلا مِنْ غُزَيَّةَ إنْ غَوَتْ * وإنْ تَرْشُدْ عُزَيَّةُ أَرْشُدِ
أي: ما ينظُرون، وما أنا، ولذلك وقَعَ بعدها "إلاَّ" كما تَقَعُ بعد "ما".
و "يَنْظُرون" هنا بمعنى يَنْتَظِرون، وهو مُعَدَّىً بنفسِه، قال امرؤ القيس:
٩١٢ - فإنَّكما إنْ تَنْظُراني ساعةً * من الدَّهْرَ يَنْفَعْني لدى أُمِّ جُنْدَبِ
(٢/٣٣٩)
---