قولُه تعالى: ﴿وَلاَ تَنْكِحُواْ﴾: الجمهورُ على فتح تاءِ المضارعةِ، وقرأ الأعمش بضمِّها من: أنكَحَ الرباعي، فالهمزةُ فيه للتعديةِ، وعلى هذا فأحدُ المفعولين محذوفٌ، وهو المفعولُ الأولُ لأنه فاعلٌ معنىً تقديرُهُ: ولا تُنْكِحُوا أنفسَكم المشركاتِ.
والنكاحُ في الأصلِ عند العرب: لزومُ الشيءِ والإِكبابُ عليه، ومنه: "نَكَح المطرُ الأرضَ"، حكاه ثعلب عن أبي زيد وابن الأعرابي. وقيل: أصلُه المداخَلَةُ ومنه: تناكَحَت الشجر: أي تداخلت أغصانُها، ويُطْلق النكاح على العَقْد كقوله:
٩٤٧ - ولا تَقْرَبَنَّ جارةً إنَّ سِرَّها * حارمٌ عليك فانِكحَنْ أو تأبَّدا
أي: فاعتقد أو توحَّشْ وتجَنَّبِ النساء. ويُطْلَقُ أيضاً على الوَطْءِ كقوله:
٩٤٨ - البارِكينَ على ظهورِ نِسْوَتِهِمْ * والناكحينَ بِشَطْءِ دجلةَ البَقَرَا
وحكى الفراء "نُكُح المرأةِ" بضمِّ النونِ على بناء "القُبُل" و "الدُّبُر"، وهو بَضْعُها، فمعنى قولِهم: "نَكَحَها" أي أصابَ ذلك الموضعَ، نحو كَبَده: أي أصابَ كَبِدَه، وقلَّما يقال: ناكحها، كما يقال باضَعَهَا.
(٢/٣٨٩)
---


الصفحة التالية
Icon