والتسميةُ نحو: فَسَّقْتُه أي سَمَّيْتُه فاسقاً، والدعاءُ له نحو: سَقَّيْتُه أي: قلت له: سَقاك الله، أو الدعاءُ عليه نحو: عَقَّرْته، أي: قلت له: عَقْراً لك، والإقامة على شيء نحو: مَرَّضْتُه، والإزالة نحو: قَذَّيْتُ عينَه أي أزلْتُ قَذاها، والتوجُّه نحو: شَرَّق وغَرَّب، أي: تَوَجَّه نحو الشرق والغرب، واختصارُ الحكاية نحو: أَمَّن قال: آمين، وموافقة تَفَعَّل وفَعَل مخففَّاً نحو: ولَّى بمعنى تَوَلَّى، وقَدَّر بمعنى قَدَر، والإغناء عن تَفَعَّل وفَعَل مخففاً نحو: حَمَّر أي تكلَّم بلغة حميرٍ، قالوا: "مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّر" وعَرَّد في القتال هو بمعنى عَرِد مخففاً، وإن لم يُلْفَظْ به.
و "الكذب" اختلف الناسُ فيه، فقائلٌ: هو الإخبار عنو الشيء بغيرِ ما هو عليه ذهناً وخارجاً، وقيل: بغير ما هو عليهِ ف الخارجِ سواءً وافق اعتقادَ المتكلم أم لا. وقيل: الإخبارُ عنه بغيرِ اعتقادِ المتكلِّم سَواءً وافق ما في الخارج أم لا، والصدقُ نقيضُه، وليس هذا موضعَ ترجيحٍ.
* ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُوااْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ﴾ الآية. "إذا" ظرفُ زمنٍ مستقبل ويلزمُها معنى الشرطِ غالباً، ولا تكونُ إلا في الأمرِ المحقق او المرجَّحِ وقوعُه فلذلك لم تَجْزم إلا في شعر لمخالفتِها أدواتِ الشّرط، فإنها للأمر المحتمل، ومن الجزم قولُه:
١٨٢- تَرفعُ لي خِنْدِفٌ واللهُ يَرْفَعُ لي * ناراً إذا خَمَدَتْ نيرانُهم تَقِدِ
وقال آخر:
١٨٣- واستَغْنِ ما أغناك ربُّك بالغِنى * تُصِبْكَ خَصَاصةٌ فَتَجَمَّلِ
وقول الآخر:
١٨٤- إذا قَصُرَتْ أسيافُنا كان وصلُها * خُطانا إلى أعدائِنا فَنُضَارِبِ
فقوله: "فَنُضَارِبِ" مجزومٌ لعطفِه على محلِّ قولِه "كان وصلُها". وقال الفرزدق:
(١/٩٢)
---


الصفحة التالية
Icon