و "لهم" جارٌّ ومجرور متعلِّق بقيل، واللامُ للتبليغ، و "لا" حرفُ نهي تَجْزشمُ فعلاً واحداً، "تُفْسِدوا" مجزومٌ بها، علامةُ جَزْمِه حذفُ النون لأنه من الأمثلةِ الخمسةِ، و "في الأرضِ" متعلّقٌ به، والقائمُ مقامَ الفاعل هو الجملةُ من قول "لا تُفْسِدواط لأنه هو المقولُ في المعنى، واختاره أبو القاسم الزمخشري، والتقديرُ: وإذا قيل لهم هذا الكلامُ أو هذا اللفظُ، فهو من باب الإسنادِ اللفظي. وقيل: القائمُ مقام الفاعلِ مضمرٌ تقديرُه: وإذا قيل لهم [قولٌ] هو، ويُفَسِّر هذا المضمَر سياقُ الكلامِ كما فسَّره في قولِه: ﴿حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ والمعنى: "وإذا قيل لهم قولٌ سديدٌ" فَأُضْمِر هذا القولُ الموَصوفُ، وجاءَتِ الجملةُ بعده مفسرةً فلا موضعَ لها من الإعراب، قال: "فإذا أَمْكَنَ الإسنادُ المعنويُّ لم يُعْدَل إلى اللفظي، وقد أمكن ذلك بما تقدَّم" وهذا القولُ واُضْمر لأنَّ الجملة بعد تفسِّره، ولا يجوزُ أن يكونَ "لا تُفْسِدوا" قائماً مقامَ الفاعلِ لأنَّ الجملة لا تكون فاعلةً فلا تقومُ مقامَ الفاعل". انتهى. وقد تقدَّم جوابُ ذلك مِنْ أنَّ المعنى: وإذا قيل لهم هذا اللفظُ، ولا يجوزُ أن يكونَ "لهم" قائماً مقامَ الفاعلِ إلا في رأي الكوفيين والأخفش، إذ يجوزُ عندهم إقامةُ غيرِ المفعولِ به مع وجودِه. وتلخَّص مِنْ هذا أنَّ جملةَ قولِه: "لا تُفْسدوا" في محلِّ رفعٍ على قولِ الزمخشري، ولا محلَّ لها على قول أبي البقاء ومَنْ بعه. والجملةُ من قوله: "قيل" ومافي حيِّزِه في محلِّ خَفْض بإضافةِ الظرفِ إليه. والعاملُ في "إذا" جوابُها عند الجمهور وهو "قالوا"، والتقدير: قالوا إنما نحن مصلحون وقتَ القائل لهم لا تُفْسدوا، وقال بعضهم: "والذي نختاره أنَّ الجملةَ/ التي بعدَها وتليها ناصبةٌ لها، وأنَّ ما بعدها ليس في محلِّ خفض بالإضافةِ لأنها أداةُ شرط، فحكمُها حكمُ الظروفِ التي يُجازى بها، فكما أنك إذا قلتَ: "متى


الصفحة التالية
Icon