والاهتمام بالقراءات القرآنية لتوظيفها في التفسير ضرورة من ضرورات المناهج العلمية في الدراسات القرآنية، والباعث على هذه الضرورة هو تصحيح القراءة وضبط التلاوة، لأن أي تغيير أو لحن في القراءة هو تحريف للفظ القرآني المنزل، ومن ثم فهو تحريف للمعنى، ولذلك كان الحرص على سلامة النطق والأداء يعتبر حرصا على سلامة المعنى وصيانته من كل تحريف.
والاهتمام بالقراءات في التفسير نابع من كونها آثارا رويت في الحروف، وهي التي حملت الأحكام، فهي الآثار المترتبة عن وجوه القراءات واختلافها، مثلها مثل الآثار الصادرة عن الأحكام الفقهية، وهي سنة يأخذ فيها الآخر عن الأول، وقد قام بها رجال أخذوا عن التابعين الذين انتهى إليهم أمرها، وأجمعت العامة والخاصة على قراءاتهم.