رابعاً : اختلاف الرأي حق مشروع في ديننا، ومن حقنا أن نرد عليهم، ونفند ما يقولون، وقد كانت هناك عشرات الفرق التي عاشت في المجتمع الإسلامي، وكتاب الملل والنحل للشهرستاني سجل مليء بآراء تلك الفرق، لم يضق المسلمون ذرعاً بتلك الفرق، ولكنهم بينوا أخطاءها، وكشفوا زيوفها، ولا تعدو مجمل الآراء والأفكار التي يطرحها أصحاب القراءات المعاصرة اليوم إلا أن تكون ظلالاً لآراء تلك الفرق، ومنها أصداء لأفكار بعض المستشرقين والملحدين، ونحن لا نضيق ذرعاً بالاختلاف، وإنما نريد أن نبين الحق ناصعاً.
خامساً : أعتقد أن هذا البحث من الأهمية بمكان، ويلبي جزءاً من الحاجة إليه في المكتبة الإسلامية، بل يحتاج إلى أكثر من معالجة، وأن يتناوله العلماء والمفكرون المسلمون من جوانبه المختلفة.
سادساً : لما كان كل مسلم جندياً على ثغر من ثغور الإسلام، وينبغي أن لا يُؤْتَى من قِبَله، أحببتُ أن أدلي بدلوي في هذا المضمار، لأني لا أحب أن تتسرب هذه الأفكار العفنة، والآراء النتنة، إلى جحور عقول المسلمين، وبناء على ما ذكرت، فقد وقع اختياري على موضوع :
( القراءات المعاصرة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير(
وأرجو من الله تعالى أن يكون هذا البحث لبنة مباركة طيبة، يسد ثغرة في الصرح العظيم، الذي لا تؤثر فيه شبهات أعداء الإسلام.
والحمد لله أولاً وآخراً.
( رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) سورة الكهف : ١٠.
منهجي في هذا البحث :
أما عن منهجي في هذا البحث :
فقد جمعت المادة المطلوبة من مظانها، الكتب والمقالات والأبحاث والمحاضرات والمؤتمرات والدوريات، واعتمدت على النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وعرضت البحث عرضاً مفصلاً واضحاً بقدر الجهد والسعة، والتزمت في خطة هذا البحث بضوابط معينة، أذكر منها :
١ ـ عزو الآيات إلى مواطنها في كتاب الله عز وجل.