ولعل آخر ما أصدر دراسة صغيرة عن دار القرآن الكريم في البحرين بعنوان: ((الإسلام ومنعطف التجديد)) عام ٢٠٠٣، وربما كان آخر ما كتب من الأبحاث بحث بعنوان: ((المداخل المنهجية والمعرفية للنص القرآني والتجديد: مع دراسة تطبيقية حول المرأة المسلمة ودونيات مفهوم الخلف الأسطوري الإسرائيلي، والعرف الاجتماعي العربي)) في ٧ تموز/يوليو ٢٠٠٤، وأهمية ما كتبه فيه مفهومة من عنوانه.
وقد قدمت عنه فيها أطروحة جامعية بدرجة الماجستير، وفي تونس قدمت فيه أطروحة دكتوراة.
توفي "محمد أبو القاسم حاج حمد" في الخرطوم إثر نوبة قلبية في صباح الإثنين ٨ ذو القعدة ١٤٢٥هـ /٢٠ ديسمبر ٢٠٠٤.
الهدف من قراءة "حاج حمد" للنص القرآني:
أول ما نشير إليه قبل ذكر الأسس والمنطلقات التي اعتمد عليها "حاج حمد" الهدف من قراءته للنص القرآني، بيان غايته من التحليل للنص القرآني، ونورد هنا كلامه في ذلك:"رأيت أن استيعاب هذه المواضيع وغيرها عبر القرآن، وبدقة عملية تحليلية سيقود في مجمل الطرح على اكتشاف الكيفية التي نستفتي بها القرآن في حالات الحياة وقضاياها في الماضي والحاضر والمستقبل، أي أن نصل إلى قواعد وقوانين الإفتاء بالقرآن كما يوضحها لنا القرآن نفسه عبر منهجه هو المحدد للغاية، وأسلوب استمداد الرؤية القرآنية لكل ظواهر الحركة الكونية بخصائصها المتنوعة وأشكالها المختلفة".
إذن إن ما يبتغيه حاج حمد هو إعادة استنباط للأحكام الواردة في القرآن الكريم، ولكن بطريقة مغايرة تعتمد على أسس وقواعد أو منطلقات غير التي اعتمدها أهل التفسير، وهذا ما نبيّنه فيما يأتي:
الأسس والمنطلقات لقراءة "حاج حمد" للقرآن الكريم:
إن معالم القراءة التحليلية للنص القرآني عند حاج حمد ترتكز على أسس ومنطلقات، كانت السبب في النتائج التي وصل إليها في قراءته للنص القرآني، وسنذكر هنا أهم الأسس والقواعد التي اعتمدها حاج حمد في قراءته:
حجية السنة النبوية: