فعن أبى عبيدة بن عبد الله قال : قلت لعائشة رضي الله عنها ما الكوثر ؟ قالت : نهر أعطيه النبي صلى الله عليه و سلم في بُطنان الجنة. قال : قلت وما بطنان (١) الجنة ؟ قالت : وسطها حافتاه درة مجوف (٢). وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه مفسرا قوله تعالى (جَنَّاتُ عَدْنٍ) بُطنان الجنة (٣).
قوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) قال ابن كثير رحمه الله تعالى : أي أخلص له صلاتك وذبيحتك، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى ا. هـ (٤)
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :" وقال آخرون في قوله ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) إن المراد به ضع يدك على نحرك وتكايس غيره وقال المعنى استقبل القبلة بنحرك فهضموا معنى هذه الآية التي جمعت بين العبادتين العظيمتين الصلاة والنسك "ا. هـ (٥)

(١) قال الحافظ ابن حجر : بُطنان بضم الموحدة وسكون المهملة بعدها نون ووسط بفتح المهملة والمراد به أعلاها أي أرفعها قدرا أو المراد أعدلها ا. هـ الفتح ٨/٧٣٢
(٢) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (٢٦٤٤٦) والنسائي في السنن الكبرى (١١٧٠٥)والبيهقي في البعث والنشور (١١٦) وهناد في الزهد (١٣٩)
(٣) رواه عبد الرزاق في التفسير (١٣٣٠) وابن أبي شيبة (٣٥١٦٧) وابن أبي حاتم في التفسير (١٠٣٠٤) وابن جرير في تفسيره (١٦٩٤٧) وابن المبارك في الزهد (١٤٥٥)
(٤) تفسير ابن كثير ٣/٣٨٢
(٥) الصواعق المرسلة ٢/٦٩٥


الصفحة التالية
Icon