ما رواه أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِى حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا (١) دُونِي فَلأَقُولَنَّ أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِى أُصَيْحَابِي فَلَيُقَالَنَّ لِي إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) (٢) قال عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى : وأجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم من كندة وحنيفة وفزارة وبني أسد وبنى قشير وبني بكر ابن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة وإنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر الى النبي ﷺ قبل فتح مكة وأولئك بحمد الله ومنِّه درجوا على الدين القويم والصراط المستقيم. ا. هـ (٣)
وقال الخطابي رحمه الله تعالى : لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لانصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين ويدل قوله أصيحابي بالتصغير على قلة عددهم. وقال غيره : قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة. ا. هـ (٤)
وقيل هم المنافقون أو أصحاب الكبائر أو أصحاب الفرق الضالة والمبتدعة. (٥)
(٢) رواه البخاري (٦٢١١) ومسلم (٦١٣٦)
(٣) الفَرق بين الفِرَق/٣٥٣
(٤) فتح الباري ١١/٣٨٥ عمدة القاري ٣٣/٣٣٠ شرح السنة ١٥/١٢٤
(٥) شرح مسلم للنووي ٣/١٣٦-١٣٧