قال ملا علي القاري رحمه الله تعالى :" في ذلك النهر أو في أطرافه طير أي جنس من الطيور طويل العنق وكبيره أعناقها كأعناق الجزر بضم الجيم والزاي جمع جزور والمعنى أنه أعد للنحر ليأكل منه أصحاب شرب ذلك النهر فإنه بها يتم عيش الدهر " ا. هـ (١) وقوله ( لناعمة ) أي سمان مترفة (٢).
ومن صفاته أنه يجري على وجه الأرض من غير شق فيها لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا فَإِذَا حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا هُوَ مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ ) (٣).
وعن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض ! لا والله، إنها لسائحة على وجه الأرض، إحدى حافتيها اللؤلؤ، والأخرى الياقوت، وطينها المسك الأذفر. قال : قلت : ما الأذفر ؟ قال : الذي لا خلط له (٤).
(٢) النهاية في غريب الحديث ٥/١٨٦ تحفة الأحوذي ٧/٢١٢
(٣) رواه أحمد (١٣٦٠٣) وأبو يعلى (٢٥٢٩) والبزار(٦٤٧١) وصححه ابن حبان (٦٤٧١)
(٤) رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٦٦) وأبو نعيم في الحلية ٦/٢٠٥ وفي صفة الجنة أيضا (٣٣٧) قال المنذري : رواه ابن أبي الدنيا موقوفا ورواه غيره مرفوعا والموقوف أشبه بالصواب. الترغيب والترهيب (٥٦٦٦) قال الألباني : إسناد ابن أبي الدنيا صحيح. السلسلة الصحيحة (٢٥١٣)