التي فيها دلالات ينتفع بها عند فقد الحس فلا يبقى له سبب يرجعه عن طغيانه، فلا يتعدون حداً إلا عمهوا فلم يرجعوا عنه فهم أبداً متزايدو الطغيان - انتهى.
فلما تقرر ذلك كله كانت فذلكته من غير توقف ﴿أولئك﴾ أي الشديدو البعد من الصواب ﴿الذين اشتروا﴾ أي لجوا في هواهم فكلفوا أنفسهم ضد ما فطرها الله عليه مع ما نصب من الأدلة حتى أخذوا ﴿الضلالة﴾ أي التي هي أقبح الأشياء ﴿بالهدى﴾ الذي هو خير الأشياء ومدار كل ذي شعور عليه، فكأنه لوضوح ما قام عليه من الأدلة مع ما ركز منه في الفطر كان في أيديهم فباعوه بها، وسيأتي في سورة يوسف عليه السلام بيان أن مادة شرى بتراكيبها الاثني عشر تدور على اللجاجة ﴿فما﴾ أي فتسبب عن فعلهم هذا أنه ما ﴿ربحت تجارتهم﴾ مع ادعائهم أنهم أبصر الناس بها ﴿وما كانوا﴾ في نفس جبلاتهم ﴿مهتدين﴾ لأنهم مع أنهم لم يربحوا أضاعوا رأس المال، لأنه لم يبق


الصفحة التالية
Icon