أي البلد المعروف، وأتى بالشرط للأمن لا للدخول، فقال: ﴿إن شاء الله﴾ أي الملك الأعلى الذي له الأمر كله ﴿آمنين *﴾ من جميع ما ينوب حتى مما فرطتموه في حقي وحق أخي.
ولما ذكر الأمن الذي هو ملاك العافية التي بها لذة العيش، أتبعه الرفعة التي بها كمال النعيم، فقال: ﴿ورفع أبويه﴾ أي بعدما استقرت بهم الدار بدخول مصر مستويين ﴿على العرش﴾ أي السرير الرفيع؛ قال الرماني: أصله الرفع. ﴿وخروا﴾ أي انحطوا ﴿له سجداً﴾ الأبوان والإخوة تحقيقاً لرؤياه ممن هو غالب على كل أمر، والسجود - وأصله: الخضوع والتذلل - كان مباحاً في تلك الأزمنة ﴿وقال﴾ أي يوسف عليه الصلاة والسلام ﴿ياأبت﴾ ملذذاً له بالخطاب بالأبوة ﴿هذا﴾ أي الذي وقع من السجود ﴿تأويل رؤياي﴾ التي رأيتها، ودل على قصر الزمن الذي رآها فيه بالجار فقال: ﴿من قبل﴾ ثم استأنف قوله: ﴿قد جعلها ربي﴾ أي الذي رباني بما أوصلني إليها ﴿حقاً﴾ أي بمطابقة الواقع لتأويلها، وتأويل ما أخبرتني به أنت تحقق أيضاً من اجتبائي وتعليمي وإتمام النعمة عليّ؛ والتأويل: تفسير