يوصله لما تقدم قريباً فقال: ﴿به أن يوصل﴾ أي لما له من المحاسن الجلية والخفية التي هي عين الصلاح ﴿ويفسدون﴾ أي يوقعون الإفساد ﴿في الأرض﴾ أي في أيِّ جزء كان منهم بوصل ما أمر الله به أن يقطع اتباعاً لأهوائهم، معرضين عن أدلة عقولهم، مستهينين بانتقام الكبير المتعال. ولما كانوا كذلك، استحقوا ضد ما تقدم للمتقين، وذلك هو الطرد والعقاب والغضب والنكال وشؤم اللقاء، فقال سبحانه وتعالى: ﴿أولئك﴾ أي البعداء البغضاء ﴿لهم اللعنة﴾ أي الطرد والبعد ﴿ولهم سوء الدار *﴾ أي أن يكون دارهم الآخرة سيئة بلحاق ما يسوء فيها دون ما يسر.
ولما تقدم الحث العظيم على الإنفاق، وأشير إلى أنه من أوثق الأسباب في الوصلة لجميع أوامر الله، وختم بأن للكافر البعد والطرد عن كل خير والسوء، كان موضع أن يقول الكفار: ما لنا يوسع علينا مع بعدنا ويضيق على المؤمن مع وصله واتصاله، وما له لا يبسط له رزقه ليتمكن من إنفاذ ما أمر به إن كان ذلك حقاً؟ فقيل: ﴿الله﴾ أي الذي له الكمال كله ﴿يبسط الرزق﴾ ودل على تمام


الصفحة التالية
Icon