غيره -: ﴿ولا تحسبن الله﴾ أي الملك الأعظم الذي هو أحكم الحاكمين.
ولما كان اعتقاد ترك الحساب يلزم منه نسبة الحاكم إلى العجز أو السفه أو الغفلة، وكان قد أثبت قدرته وحكمته في هذه السورة وغيرها نزهةً عن الغفلة لينتبه المنكرون للبعث من غفلتهم فقال: ﴿غافلاً﴾ والغفلة: ذهاب المعنى عن النفس ﴿عما يعمل الظالمون *﴾ الذين بدلوا نعمة الله كفراً، فكانوا عريقين في الظلم وإن كان مستند ظلمهم شبهاً علمية يقيمونها، فكأنه قيل: فما الذي يفعل بهم؟ فقال: ﴿إنما يؤخرهم﴾ أي يؤخر حسابهم على النقير والقطمير سواء عذبوا في الدنيا أو لا ﴿ليوم تشخص﴾ أي تفتح فتكون بحيث لا تطرف ﴿فيه﴾ منهم ﴿الأبصار *﴾ أي حال كونهم ﴿مهطعين﴾ أي مسرعين غاية الإسراع إلى حيث دعوا خوفاً وجزعاً، مع الإقبال بالبصر نحو الداعي لا يلفتونه إلى غيره ﴿مقنعي رؤوسهم﴾ أي رافعيها وناصبيها ناظرين في ذل وخشوع إلى جهة واحدة، وهي جهة الداعي، لا يلتفتون يميناً


الصفحة التالية
Icon