قال: ﴿إن ربكم﴾ أي الموجد لكم والمحسن إليكم ﴿لرؤوف﴾ أي بليغ الرحمة لمن يتوسل إليه بما يرضيه ﴿رحيم *﴾ أي بليغ الرحمة بسبب وبغير سبب.
ولما كانت الأنعام أكثر أموالهم، مع أن منافعها أكثر، بدأ بها ثم ثنى بما هو دونها، مرتباً له على الأشراف فالأشراف، فقال تعالى: ﴿والخيل﴾ أي الصاهلة ﴿والبغال﴾ أي المتولدة بينها وبين الحمر ﴿والحمير﴾ أي الناهقة.
ولما كان الركوب فعل المخاطبين، وهو المقصود بالنفعة، ذكره باللام التي هي الأصل في التعليل فقال: ﴿لتركبوها﴾ ولما كانت الزينة تابعة للمنفعة، وكانت فعلاً لفاعل الفعل المعلل، نصبت عطفاً على محل ما قبلها فقال: ﴿وزينة﴾.
ولما دل على قدرته بما ذكر في سياق الامتنان، دل على أنها لا تتناهى في ذلك السياق، فنبه على أنه خلق لهم أموراً لو عدها لهم لم يفهموا المراد على سبيل التجديد والاستمرار في الدنيا


الصفحة التالية
Icon