تكبروا في غير موضع التكبر، لا على غيرهم؛ ثم رغبهم في التوبة بقوله: ﴿الذين تتوفّاهم﴾ بالفوقية في قراءة الجمهور لأن الجمع مؤنث، وبالتحتية في قراءة حمزة لأن المجموع غير مؤنث، وكان وفاتهم على وجهين: وجه خفيف - بما أشار إليه التأنيث لخفة كفر صاحبه، وآخر ثقيل شديد لشدة كفر صاحبه، ولم يحذف شيء من التاءين للإشارة إلى نقصان حالهم لأنه لا يمكن خيرها لموتهم على الكفر بخلاف ما تقدم في تارك الهجرة في النساء ﴿الملائكة﴾ أي المؤكلون بالموت، حال كونهم ﴿ظالمي أنفسهم﴾ بوضعها من الاستكبار على الملك الجبار غير موضعها.
فلما تم ذلك على هذا الوجه البديع، والأسلوب الرفيع المنيع، ابتدأ الخبر عن جوابهم على وجه معلم بحالهم فقال: ﴿فألقوا﴾ أي من أنفسهم عقب قول الأولياء وبسبب سؤال ذي الكبرياء ﴿السلم﴾ أي المقادة والخضوع بدل ذلك التكبر والعلو قائلين


الصفحة التالية
Icon