أبلغ من نفيه بخصوصه: ﴿من غير سوء﴾ أي مرض لا برص ولا غيره، حال كونها ﴿آية أخرى*﴾ افعل ما أمرتك به من إلقاء العصا وضم اليد، أو فعلنا ذلك من إحالة العصا ولون اليد من مناداتك لمناجاتك ﴿لنريك﴾ في جميع أيام نبوتك ﴿من آياتنا الكبرى*﴾ ليثبت بذلك حنانك، ويزداد إتقانك، فكأنه قيل: لماذا يفعل بي هذا؟ فقيل: لنرسلك إلى بعض المهمات ﴿اذهب إلى فرعون﴾ أي لترده عن عتوه: ثم علل الإرسال إلية بقوله، مؤكداً لأن طغيان أحد بالنسبة إلى شيء مما للملك الأعلى مما يستبعد: ﴿إنه طغى*﴾ أي تجاوز حده من العبودية فادعى الربوبية، وأشار إلى ما حصل له من الضيق من ذلك بما عرف من أنه أمر عظيم، وخطب جسيم، يحتاج معه إلى احتمال ما لا يحتمله إلا ذو جأش رابط وصدر فسيح قلب ضابط كما صرح به في سورة الشعراء - بقوله ﴿قال رب اشرح﴾ أي وسع ﴿لي﴾ ولما أبهم المشروح ليكون الكلام أوكد بتكرير المعنى في طريقي الإجمال والتفصيل، قال رافعاً لذلك الإبهام: ﴿صدري*﴾ للإقدام على ذلك، وإلى استصعابه بقوله: ﴿ويسر لي﴾ ثم بين ذلك الإبهام بقوله: ﴿أمري*﴾ وإلى استعجازه نفسه عن الإبانة لهم عن المراد بقوله:


الصفحة التالية
Icon