كان تعميم الزمان أنسب فقال من غير حرف جر: ﴿قبلك﴾ أي في جميع الزمان الذي تقدم زمانك في جميع طوائف البشر ﴿إلا رجالاً نوحي إليهم﴾ بالملائكة سراً من غير أن يطلع على ذلك الملك غيرهم كما اقتضته العظمة من التخصيص والاختيار والإسرار عن الأغيار، وذلك من نعم الله على خلقه، لأن جعل الرسل من البشر أمكن للتلقي منهم والأخذ عنهم.
ولما لم يكن لهم طريق في علم هذا إن يقبلوا خبره عن القرآن إلا سؤال من كانوا يفزعون إليهم من أهل الكتاب ليشايعوهم على ما هم عليه من الشك والارتياب، قال: ﴿فسألوا أهل الذكر﴾ ثم نبه على أنهم غير محتاجين فيه إلى السؤال بما كان قد بلغهم على الآجال من أحوال موسى وعيسى وإبراهيم وإسماعيل وغيرهم عليهم الصلاة والسلام بقوله، معبراً بأداة الشكك محركاً لهم إلى المعالي: ﴿إن كنتم﴾ أي بجبلاتكم ﴿لا تعلمون*﴾ أي لا أهلية لك في اقتناص علم، بل كنتم أهل تقليد محض وتبع صرف.
ولما بين أنه على سنة من مضى من الرسل في كونه رجلاً، بين


الصفحة التالية
Icon