والحال أنه ﴿مؤمن﴾ أي بان لعمله على الأساس الصحيح ﴿فلا كفران﴾ أي إبطال بالتغطية ﴿لسعيه﴾ بل نحن نجزيه عليه بما يستحقه ونزيده من فضلنا ﴿وإنا له﴾ أي لسعيه الآن على عظمتنا ﴿كاتبون*﴾ وما كتبناه فهو غير ضائع، بل باق، لنطلعه على يوم الجزاء بعد أن نعطيه قدرة على تذكره، فلا يفقد منه شيئاً قل أو جل، ومن المعلوم أن قسميه «ومن يعمل من السيئات وهو كافر فلا نقيم له وزناً» و «من عمل منها وهو مؤمن فهو في مشيئتنا»، ولعله حذف هذين القسمين ترغيباً في الإيمان.
ولما كان هذا غير صريح في أن هذا الرجوع بعد الموت، بينه بقوله: ﴿وحرام﴾ أي وممنوع ومحجور ﴿على قرية﴾ أي أهلها ﴿أهلكناها﴾ أي بالموت بعظمتنا ﴿أنهم لا يرجعون*﴾ أي إلينا بأن يذهبوا تحت التراب باطلاً من غير إحساس، بل إلينا بموتهم رجعوا فحبسناهم في البرزخ منعمين أو معذبين نعيماً وعذاباً دون النعيم والعذاب الأكبر، ولقد دل على قدرته قوله: ﴿حتى إذا فتحت﴾ بفتح السد الذي تقدم وصفنا له، وأن فتحه لا بد منه وقراءة ابن عامر بالتشديد تدل على كثرة التفتيح أو على كثرة الخارجين من الفتح وإن كان فرحة واحدة كما أشار إطلاق قراءة الجماعة بالتخفيف


الصفحة التالية
Icon