ومن هنا يعلم أن بين كل رسولين فترة، وأضاف الرسل إليه لأنه في مقام العظمة وزيادة في التسلية فقال: ﴿رسلنا تترا﴾ أي واحداً بعد واحد؛ قال الرازي: من وتر القوس لاتصاله.
وقال البغوي: واترت الخبر: اتبعت بعضه بعضاً وبين الخبرين هنيهة. وقال الأصبهاني: والأصل: وترى، فقلبت الواو تاء كما قلبوها في التقوى. فجاء كل رسول إلى أمته قائلاً: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.
ولما كان كأنه قيل: فكان ماذا؟ قيل: ﴿كلما جاء أمة﴾ ولما كان في بيان التكذيب، اضاف الرسول إليهم، ذماً لهم لأن يخصوا بالكرامة فيأبوها ولقصد التسلية أيضاً فقال: ﴿رسولها﴾ أي بما أمرناه به من التوحيد.
ولما كان الأكثر من كل أمة مكذباً، أسند الفعل إلى الكل فقال: ﴿كذبوه﴾ أي كما فعل هؤلاء بك لما أمرتهم بذلك ﴿فأتبعنا﴾ القرون بسبب تكذيبهم ﴿بعضهم بعضاً﴾ في الإهلاك، فكنا نهلك الأمة كلها في آن واحد، بعضهم بالصيحة، وبعضهم بالرجفة، وبعضهم بالخسف، وبعضهم بغير ذلك، فدل أخذنا لهم على غير العادة - من إهلاكنا لهم