حيث لا يعلمون} [القلم: ٤٤].
ولما ذكر أهل الافتراق، أتبعهم أهل النفاق، فكان كأنه قيل: فمن الذي يكون له الخيرات؟ فأجيب بأنه الخائف من الله، فقيل معبراً بما يناسب أول السورة من الأوصاف، بادئاً بالخشية لأنها الحاملة على تجديد الإيمان: ﴿إن الذين هم﴾ أي ببواطنهم ﴿من خشية ربهم﴾ أي الخوف العظيم من المحسن إليهم المنعم عليهم ﴿مشفقون*﴾ أي دائمو الحذر ﴿والذين هم بآيات ربهم﴾ المسموعة والمرئية، لا ما كان من جهة غيره ﴿يؤمنون*﴾ لا يزال إيمانهم بها يتجدد شكراً لإحسانه إليهم.
ولما كان المؤمن قد يعرض له ما تقدم في إيمانه من شرك جلي أو خفي، قال: ﴿والذين هم بربهم﴾ أي الذي لا محسن إليهم غيره وحده ﴿لا يشركون*﴾ أي شيئاً من شرك في وقت من الأوقات كما لم يشركه في إحسانه إليهم أحد.
ولما أثبت لهم الإيمان الخالص، نفى عنهم العجب بقوله: ﴿والذين يؤتون ما آتوا﴾ أي يعطون ما أعطوا من الطاعات، وكذا قراءة يحيى بن الحارث وغيره: يأتون ما أتوا، أي يفعلون


الصفحة التالية
Icon