في شيء من الأشياء، وكأنه أشار بصيغة الافتعال إلى العفو عن الهفوات.
ولما كان التقدير: فإنه من يتنكب عن طريقه يأت بالحسنى والمعروف، عطف عليه قوله: ﴿ومن يتبع﴾ أي بعزم ثابت من غير أن يكون مخطئاً أو ناسياً؛ وأظهر ولم يضمر لزيادة التنفير فقال: ﴿خطوات الشيطان﴾ أي ويقتد به يقع في مهاوي الجهل الناشىء عنها كل شر ﴿فإنه﴾ أي الشيطان ﴿يأمر بالفحشاء﴾ وهي ما أغرق في القبح ﴿والمنكر﴾ وهو ما لم يجوزه الشرع، فهو أولاً يقصد أعلى الضلال، فإن لم يصل تنزل إلى أدناه، وربما درج بغير ذلك، ومن المعلوم أن من اتبع من هذا سبيله عمل بعمله، فصار في غاية السفول، وهذا أشد في التنفير من إعادة الضمير في ﴿فإنه على من﴾ والله الموفق.
ولما كان التقدير: فلولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان مع أمره بالقبائح، عطف عليه قوله: ﴿ولولا فضل الله﴾ أي ذي الجلال والإكرام ﴿عليكم﴾ أي بتطهير نفوسكم ورفعها عما تعشقه