بعظمته المحيطة بكل شيء ﴿لنوره من يشاء﴾ كما هدى الله من هدى من المؤمنين لتبرئة عائشة رضي الله عنها قبل إنزال براءتها.
بكون الله اختارها لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يختار له إلا طيباً طاهراً وما شاكل ذلك، وعلم أن قسيم ذلك «ويضل الله عن نوره من يشاء» وعلم أن وجه كونه ضل عنه أكثر الناس إنما هو ستر القادر له بنقص في حس من يريد سبحانه إضلاله، لا لنقص في النور كما قال الشاعر:

والنجم تستصغر الأبصار صورته فالذنب للطرف لا للنجم في الصغر
كما سيأتي إيضاح ذلك عند قوله تعالى ﴿ألم تر إلى ربك كيف مد الظل﴾ [الفرقان: ٢٥]، ومر آنفاً في حديث علي رضي الله عنه في الأرواح ما ينفع ههنا.
ولما كان كأنه قيل: ضرب الله هذا المثل لكم لتدبروه فتنفعوا به، عطف عليه قوله: ﴿ويضرب الله﴾ أي بما له من الإحاطة بكمال القدرة وشمول العلم ﴿الأمثال للناس﴾ لعلمه


الصفحة التالية
Icon