هي مثال الأبدان، التي صفاها الله من الأدران، وطبعها على الاستقامة، والزيت مثال لما وضع سبحانه فيها من جميل الأسرار، وقد ورد في بعض الأخبار أن المساجد لأهل السماوات كالنجوم لأهل الأرض، وفي معجم الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما: «كمشكاة» قال: جوف محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والزجاجة قلبه، والمصباح النور الذي في قلبه، والشجرة إبراهيم عليه السلام، ﴿لا شرقية ولا غربية﴾ : لا يهودي ولا نصراني.
ولما بين تعالى أفعال هؤلاء الرجال التي أقبلوا بها عليه، وأعرضوا عما عداه، بين غايتهم فيها فقال: ﴿ليجزيهم﴾ أي يفعلون ذلك ليجزيهم ﴿الله﴾ أي في دار كرامته بعد البعث بعظمته وجلاله، وكرمه. وجماله ﴿أحسن ما عملوا﴾ أي جزاءه. ويغفر لهم سيئه ﴿ويزيدهم من فضله﴾ على العدل من الجزاء ما لم يستحقوه - كما هي عادة أهل الكرم.
ولما كان التقدير: فإن الله لجلاله، وعظمته وكماله، لا يرضى أن يقتصر في جزاء المحسن على ما يستحقه فقط، عطف عليه بياناً لأن قدرته وعظمته لا حد لها قولَه: ﴿والله﴾ أي


الصفحة التالية
Icon