الذي لا تفاوت فيه ﴿فمنهم﴾ أي الدواب.
ولما كان في سياق التعظيم، وكان قد آتى كل نفس من الإدراك ما تعرف به منافعها ومضارها، عبر عن الكل بأداة من يعقل وإن كانوا متفاوتين في التمييز فقال: ﴿من يمشي على بطنه﴾ أي من غير رجل؛ وقدم هذا لكونه أدل على القدرة، وسماه مشياً استعارة ومشاكلة ﴿ومنهم من يمشي على رجلين﴾ أي ليس غير ﴿ومنهم من يمشي على أربع﴾ أي من الأيدي والأرجل، وفي هذا تنبيه على من يمشي على أكثر من ذلك، وإليه الإشارة بقوله: ﴿يخلق الله﴾ وعبر باسم الجلالة إعلاماً بتناهي العظمة؛ وقال: ﴿ما يشاء﴾ دلالة على أنه فعله بقدرته واختياره، لا مدخل لشيء غير ذلك فيه إلا بتقدير العزيز العليم.
ولما كانت هذه الأدلة ناظرة إلى البعث أتم نظر، وكانوا منكرين له، أكد قوله: ﴿إن الله﴾ أي الذي الكمال المطلق ﴿على كل شيء﴾ من ذلك وغيره ﴿قدير*﴾.
ولما اتضح بهذا ما لله تعالى من صفات الكمال والتنزه عن كل شائبة نقص، وقامت أدلة الوحدانية على ساق، واتسقت براهين الألوهية أي اتساق، قال مترجماً لتلك الأدلة: ﴿لقد أنزلنا﴾ أي في


الصفحة التالية
Icon