﴿فليحذر﴾ أي يوقع الحذر ﴿الذين يخالفون﴾ أي يوقعون مخالفته بالذهاب مجاوزين معرضين ﴿عن أمره﴾ أي أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلى خلافه ﴿أن تصيبهم فتنة﴾ أي شيء يخالطهم في الدنيا فيحل أمورهم إلى غير الحالة المحبوبة التي كاونوا عليها ﴿أو يصيبهم عذاب أليم*﴾ في الآخرة، وهذا يدل على أن الأمر للوجوب حتى يصرف عنه صارف، لترتيب العقاب على الإخلال به، لأن التحذير من العقاب إنما يكون بعد قيام المقتضي لنزول العذاب.
ولما أقام سبحانه الأدلة على أنه نور السماوات والأرض بأنه لا قيام لشيء إلا به سبحانه، وختم بالتحذير لكل مخالف، أنتج ذلك أن له كل شيء فقال: ﴿ألا إن لله﴾ اي الذي له جميع المجد جميع ﴿ما في السماوات﴾ ولثبوت أنه سبحانه محيط العلم والقدرة، لم يقتض المقام التأكيد بإعادة الموصول فقال: ﴿والأرض﴾ أي من جوهر وعرض، وهما له أيضاً لأن الأرض في السماء، وكل سماء في التي فوقها حتى ينتهي ذلك إلى العرش الذي صرح في غير آية أنه صاحبه، وهو سماء أيضاً لعلوه عما دونه، فكل ما فيه له، وذلك أبلغ - لدلالته بطريق المجاز - مما لو صرح به، فدل ذلك - بعد الدلالة


الصفحة التالية
Icon