النور بيان كثير من الأحكام كحكم الزنى، ورمي الزوجات به، والقذف، والاستئذان، والحجاب، وإسعاف الفقير، والكتابة، وغير ذلك، والكشف عن مغيبات، من تغاير حالات، تبين بمعرفتها والاطلاع عليها الخبيث من الطيب، كاطلاعه سبحانه نبيه والمؤمنين على ما تقوله أهل الإفك، وبيان سوء حالهم، واضمحلال محالهم، في قصة المنافقين في إظهارهم ضد ما يضمرون؛ ثم كريم وعده للخلفاء الراشدين ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم﴾ [المائدة: ٩] ثم ما فضح به تعالى منافقي الخندق ﴿قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً﴾ [النور: ٦٣] إلى آخر الآية، فكان مجموع هذا فرقاناً يعتضد به الإيمان، ولا ينكره مقر بالرحمن، يشهد لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصحة رسالته، ويوضح مضمن قوله ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم﴾ [النور: ٦٣] من عظيم قدره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليّ جلالته، أتبعه سبحانه بقوله ﴿تبارك الذي نزل الفرقان على عبده﴾ [الفرقان: ١] وهو القرآن الفارق بين الحق والباطل، والمطلع على ما أخفاه المنافقون وأبطنوه من المكر والكفر ﴿ليكون للعالمين نذيراً﴾ [الفرقان: ١] فيحذرهم من مرتكبات المنافقين والتشبه بهم؛ ثم تناسج الكلام،


الصفحة التالية
Icon