عن ذلك بما له من صفات الكمال، والأخلاق العوال.
ولما كانوا بهذا واضعين الكلام في غير مواضعه، بعيدين عن وجه الصواب، قال معجباً من أمرهم: ﴿وقال الظالمون﴾ فأظهر الوصف الموجب لهم ذلك: ﴿إن﴾ أي ما ﴿تتبعون﴾ إن اتبعتم ﴿إلا رجلاً مسحوراً*﴾ أي يتكلم بما لا يجديه، فحاله لذلك حال من غلب على عقله بالسحر، أو ساحراً صار السحر له طبعاً، فهو يفرق بما جاء به بين المرء وزوجه وولده ونحو ذلك، وعبروا بصيغة المفعول إشارة إلى هذا، وهو أنه لكثرة ما يقع منه من ذلك - صار كأنه ينشأ عنه على غير اختياره.
ولما أتم سبحانه ما ذكر من أقوالهم الناشئة عن ضلالهم، التفت سبحانه إلى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلياً له فقال: ﴿انظر﴾ ثم أشار إلى التعجب منهم بأن ما قالوه يستحق الاستفهام بقوله: ﴿كيف ضربوا﴾ وقدم ما به العناية فقال: ﴿لك الأمثال﴾ فجعلوك تارة مثلهم في الاحتياج إلى الغذاء، وتارة نظيرهم في التوسل إلى التوصل إلىلأرباح والفوائد، بلطيف الحيلة وغريز العقل، وتارة


الصفحة التالية
Icon