﴿وكفى﴾ وعين الفاعل وحققه بإدخال الجار عليه فقال: ﴿به بذنوب عباده﴾ أي وكل ما سواهم عباده ﴿خبيراً*﴾ لا يخفى عليه شيء منها وإن دق، ثم وصفه بما يقتضي أنه مع ما له من عظيم القدرة بالملك والاختراع - متصف بالأناة وشمول العلم وحسن التدبير ليتأسى به المتوكل عليه فقال: ﴿الذي خلق السماوات والأرض﴾ أي على عظمهما ﴿وما بينهما﴾ من الفضاء والعناصر والعباد وأعمالهم من الذنوب وغيرها
﴿ألا يعلم من خلق﴾ [الملك: ١٤] وقوله: ﴿في ستة أيام﴾ تعجيب للغبي الجاهل، تدريب للفطن العالم في الحلم والأناة والصبر على عباد الله في دعوتهم إلى الله، وتذكير بما له من عظيم القدرة وما يلزمها من شمول العلم، والمراد مقدار ستة من أيامنا، فإن الأيام ما حدثت إلا بعد خلق الشمس، والإقرار بأن تخصيص هذا العدد لداعي حكمة عظيمة، وكذا جميع أفعاله وإن كنا لا ندرك ذلك، هو الإيمان، وجعل الله الجمعة عيداً للمسلمين لأن الخلق اجتمع فيه بخلق آدم عليه السلام فيه في آخر ساعة.
ولما كان تدبير هذا الملك أمراً باهراً، أشار إليه بأداة التراخي فقال: ﴿ثم استوى على العرش﴾ أي شرع في تدبير لهذا الملك


الصفحة التالية
Icon