وصفاً لازماً بما كان لهم فيل دعاء الداعي من طهارة الأخلاق، وطيب الأعراق، وفي التصريح بهذا الحال تلويح بأنه فتنه وإنذار للكافرين ﴿يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾ - الآية، ﴿قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء﴾ [فصلت: ٤٤]، ﴿والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمي﴾ - إلى غير ذلك من الآيات.
ولما كان وصف الإيمان خفياً، وصفهم بما يصدقه من الأمور الظاهرة فقال: ﴿الذين يقيمون الصلاة﴾ أي بجميع حدودها الظاهرة والباطنة من المواقيت والطهارات والشروط والأركان والخشوع والخضوع والمراقبة والإحسان إصلاحاً لما بينهم وبين الخالق.
ولما كان المقصود الأعظم من الزكاة إنما هو التوسعة على الفقراء قال: ﴿ويؤتون الزكاة﴾ أي إحساناً فيما بينهم وبين الخلائق.
ولما كان الإيمان بالبعث هو الجامع لذلك ولغيره من سائر الطاعات، ذكره معظماً لتأكيده، فقال معلماً بجعله حالاً إلا أنه شرط لما قبله: ﴿وهم﴾ أي والحال أنهم.
ولما كان الإيمان بالبعث هو السبب الأعظم للسعادة وهو محط للحكمة، عبر فيه بما يقتضي الاختصاص، لا للاختصاص بل للدلالة على غاية الرسوخ في الإيمان به، فقال: ﴿بالآخرة هم﴾ أي المختصون بأنهم ﴿يوقنون*﴾ أي يوجدون الإيقان حق الإيجاد ويجددونه في كل حين